توصلت أجهزة الأمن إلى شبكة تجسسية تتبع الموساد الإسرائيلى، واعتقلت
المتهم «إيلان تشايم جرابيل»، بتهمة التجسس على مصر ونقل معلومات عن أجواء
البلاد بعد الثورة، وأحداث الفتنة الطائفية فى إمبابة وقرية صول. أحيل
المتهم إلى نيابة أمن الدولة العليا التى بدأت التحقيقات معه صباح الأحد،
وقرر المستشار طاهر الخولى، المحامى العام، حبسه 15 يوماً على ذمة
التحقيقات.
من المقرر أن يعلن جهاز المخابرات المصرية تفاصيل عملية القبض على
المتهم وشبكة التجسس التى تعمل معه خلال ساعات. وقالت مصادر قضائية وأمنية
لـ«المصرى اليوم» إن المتهم قُبض عليه داخل أحد فنادق وسط القاهرة مساء
السبت، بتهمة التجسس على مصر. وأضافت أن الأجهزة الأمنية كانت قد رصدت
تحركاته منذ دخوله البلاد فى فبراير الماضى، وتم التقاط فيديوهات له فى
ميدان التحرير أثناء جمعات المظاهرات التى كان ينظمها المصريون بعد الثورة.
وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن التقطت أيضاً صوراً أخرى لـ«جرابيل»
أثناء وجوده أمام كنيسة العذراء فى إمبابة خلال أحداث الفتنة الطائفية، كما
تم رصده أثناء توجهه إلى قرية صول بأطفيح التى شهدت أيضاً أحداثاً طائفية،
وعثر بحوزة «جرابيل» على جهاز لاب توب وأسطوانات تتضمن صوراً وتسجيلات
فيديو لسيارات الشرطة المصرية والأسلحة التى يحملها الضباط والجنود، كما تم
ضبط تليفون محمول يعمل على الأقمار الصناعية، ويجرى اتصالات مع الموساد.
وتبين للأجهزة الأمنية أن المتهم أرسل معلومات حول ما يجرى فى مصر
للموساد الإسرائيلى عبر البريد الإلكترونى، وأشارت التحريات إلى أنه التقى
عدداً من الأشخاص، ولم تؤكد المصادر ما إذا كان قد ألقى القبض عليهم أم لا،
كما لم تؤكد ما إذا كان هؤلاء متورطون فى شبكة التجسس أم لا.
وتولى فريق من نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار هشام بدوى،
المحامى العام لنيابات استئناف أمن الدولة، التحقيق فى القضية، ومثُل
المتهم صباح الأحد أمام المحقق الذى واجهه بالاتهامات المنسوبة إليه فأنكر
ما أسند إليه، وقال إنه حصل على الفيديوهات التى بحوزته من خلال الإنترنت
وموقع يوتيوب، وأن الموساد ليس بحاجة إلى إرسال أحد إلى مصر، لأن مصر لم
يعد بها شىء مخفى بعد الثورة.
وقالت مصادر أمنية إن تلك القضية ذات أهمية قصوى، خاصة بعد أن تسربت
معلومات عن أن هناك توتراً فى العلاقات المصرية - الإسرائيلية، وأضافت أنه
ربما يتم الكشف عن تفاصيل كثيرة فى تلك القضية تفسر العديد من الأزمات.
وأكدت المصادر أن هناك متهمين أجانب آخرين بينهم صحفيون ومراسلون، يجرى
التحقيق معهم فى السويس والإسكندرية للاشتباه فى تورطهم فى شبكة تجسس أخرى.